مؤلف الخيال العلمي، نيل ستيفينسون، يجادل بأن الطوفان الحالي من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي “سطحي وممل”. في مقابلة حديثة، فسر المؤلف، الذي يُنسب إليه فضل صياغة كلمة “الميتافيرس” في روايته المؤثرة عام 1992 “Snow Crash”، السبب الذي يجعل محتوى الذكاء الاصطناعي “يفقتر إلى الجودة”.
الكثير من نفس الشيء
نيل ستيفنسون محبط بالتأكيد من سيل المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والذي غمر الإنترنت منذ إطلاق “شات جي بي تي” في ديسمبر من العام الماضي.
يوجد عدة منافسين ل”شات جي بي تي” بالفعل، والذين يسعون لسرقة صراع عرشه. بينما أثبتت مشاريع الفن التوليدي مثل “ميدجورني ودال إي” (MidJourney و Dall-E) شهرتها على الإنترنت.
ستفينسون لم يتأثر بعد بأعمال الذكاء الاصطناعي حيث لا توجد يد بشرية تقود هذا الإبداع. بالنسبة لستيفنسون، فإن هذا هو جوهر (أو نقص) المشروع. عندما يقرأ شخص الأدب أو ينظر إلى لوحة، “فإننا نتصل بأولئك الفنانين، وهذا شيء هام للغاية”.
وعلى النقيض، فإن استهلاك محتوى الذكاء الاصطناعي لا يقدم مشاركة للتجارب أو تواصل، وهذا يقلص التجربة إلى شيء “سطحي وممل” للغاية، وفقًا للمؤلف.
بواسطة: uploadvr.com
ومع ذلك، فإن ستيفينسون ليس معاديًا تمامًا للذكاء الاصطناعي. يجادل المؤلف بأن موجة الانتشار الحالية في المجال شيء يمكننا الاستمتاع به في أثناء حدوثه لأنه في النهاية، سيتضح الواقع القاسي البارد لهندسة الذكاء الاصطناعي المتطور للغاية.
قال ستيفنسون لصحيفة فاينانشيال تايمز في الرابع والعشرين من فبراير: “من الجيد أن نسمح للذكاء الاصطناعي بأن يَعِش مجده”. “مرحلة الضجة تتحرك بسرعة، ولكن الهندسة ليست كذلك، الهندسة تأخذ وقت. إذا كنت تحاول تطبيق الهندسة بنفس وتيرة مرحلة الضجة، لن تفلح في ذلك”.
قد ينطبق نفس هذا الفكر بشكل متساوٍ على الميتافيرس، والذي انقلبت إليه بعض أقسام الإعلام لعدم الوصول إلى توقعاتهم المبالغ فيها.
وفرة من الفن، وانعدام الروح
يقر ستيفنسون أن الذكاء الاصطناعي أثبت قدرته على إنتاج كميات هائلة من المحتوى الجديد. ولكن في عالم مليء بالكميات الضخمة من الفن الذي تم إنشاؤه بواسطة البشر، يجد أن احتمالية إبداع الذكاء الاصطناعي الإضافية غير ملهمة.
قال ستيفنسون: “لدينا وفرة من الصور بالفعل،”. “كل موقع يمتلئ بهم. لذا، فإن قدرة الجميع على إنشاء مئات الصور الجديدة ووضعها على صفحات التواصل الاجتماعي ليس شيء يعجبني. النُدرة تدفع الجودة، وفن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى النُدرة، لذا فإنه يفقتر إلى الجودة”.
على الرغم من كون ملاحظاته أكثر ودية، فإن تعليقات ستيفنسون تشبه تأملات مشابهة للمغني ومؤلف الأغاني، نيك كيف. حيث جادل كيف أيضًا بشأن أن عدم وجود مبدع بشري يجعل فن الذكاء الاصطناعي عبث.
قام الفنان مؤخرًا بنقد أغنية يُزعَم أنها كُتِبَت بأسلوب كيف، والذي عبر كيف بأنها “هراء”. استمر الفنان في إضافة أن الأغنية التي كتبها الروبوت كانت “استهزاءًا بشعًا لما يعنيه أن تكون إنسانًا”، وأنها كانت “نسخة من المهزلة”.
الاتصال بالفنان
مما لا شك فيه أن بعض الناس لديهم ردود أفعال سلبية على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الكمبيوتر. بينما يوجد آخرون متحمسون بخصوصه. يرى ستيفنسون كلا الجانبين من الجدال، ولكن يبدو أنه يميل للشك إلى الآن.
يقول ستيفنسون: “إن نظريتي هي أنه عندما نختبر الفن — سواء عبر لعبة فيديو، أو لوحة لدافنشي، أو فيلم — فإننا نمتص عددًا كبيرًا من القرارات الصغيرة التي اتخذها الفنانون لأسباب معينة.
“بهذه الطريقة، فإننا نتصل بأولئك الفنانين، وهذا شيء هام للغاية. الشيء الذي تم توليده بواسطة الذكاء الاصطناعي قد يبدو أنه يشبه ما أنتجه الإنسان، ولهذا السبب يستمتع الناس. ولكنك لا تعي بأهمية الاتصال بالمُبدع، فإذا قمت بإلغائه يصبح العمل سطحيًا ومملًا”.
