لقد تم تصنيف سنغافورة كأحد الدول الأكثر استعدادًا بالذكاء الاصطناعي، وفقًا لمؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي لعام 2022 الصادر عن جامعة أكسفورد.
بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة المؤشر الإجمالي، فإن تطور سنغافورة في المجالات الأساسية قد دفعها إلى المرتبة الثانية. في الواقع، تقود البلد ركيزتين من الثلاث ركائز، وهما الحكومة، والبيانات والبنية التحتية.
وذكر التقرير: “كل من الولايات المتحدة وسنغافورة تتقدمان بفارق كبير عن البلدان الأخرى التي سجلت أعلى الدرجات، مع فارق ب5.58 نقطة بين سنغافورة والمملكة المتحدة، والتي تأتي في المركز الثالث،”.
ومع ذلك، يقترح التقرير أن تلك البلدين تأخذان طرقًا مختلفة إلى النجاح.
إن الذكاء الاصطناعي موضوعًا رائجًا في مجال التكنولوجيا، حيث يتسابق عمالقة التكنولوجيا ليصبحوا من الأوائل. تندفع مختلف الحكومات ومراكز القوة حول العالم إلى عصر الذكاء الاصطناعي بشغف ضخم.
دول شرق آسيا تنهض
يشهد المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي تحولًا، حيث وصل عدد أقل من دول أوروبا الغربية إلى المراكز العشرة الأولى بينما احتلت ثلاث دول في شرق آسيا مراكز عليا.
هذا يشير إلى أن الدول الشرق آسيوية تظهر كمنافسين أساسيين في سباق الذكاء الاصطناعي، بينما تواجه دول أوروبا الغربية منافسة أشد من الدول في المناطق الأخرى.
أشار التقرير إلى أنه: “بينما تشكل دول غرب أوروبا نصف ال20 دولة الأولى، وفقط المملكة المتحدة، وفنلندا، وفرنسا، وهولندا في الدول ال10 الأولى،”.
المراكز الأولى مُهيمن عليها بواسطة دول شرق أوروبا، بما فيها سنغافورة، وجمهورية كوريا، واليابان. هذه الدول تتميز بأدائها العالي في ركيزة البيانات والبنية التحتية، مما يجعلها تتقدم على بعض اقتصادات أوروبا الغربية الرئيسية.
على الرغم من ذلك، ما زال غرب أوروبا يحتل على المرتبة الثانية في الترتيب الإقليمي العام. ومع ذلك، هذا المركز يشير أيضًا إلى تفاوت أكبر في منطقة شرق أوروبا.
هذا التقرير يُظهر أن جميع دول غرب أوروبا التي تم تصنيفها وُجِدَت بين ال50% دولة الأولى، بينما وُجِدَت دولتان في شرق آسيا في أدنى 25%.
الدول النامية تقود استراتيجية في الذكاء الاصطناعي
وجد التقرير أن الدول النامية تتولى زمام المبادرة في استراتيجية الذكاء الاصطناعي، وفقًا للتحليلات الإقليمية التي تم إجراؤها في 9 مناطق وفقًا لمجموعات الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وذكر التقرير أن: “عمل استراتيجية الذكاء الاصطناعي تهيمن عليه البلدان متوسطة الدخل،”.
تمكنت البلدان ذات الدخل المتوسط، لا سيما في جنوب ووسط آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء، من تطوير وتنفيذ استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الناجحة، مما يدل على أنها لا تتخلف عن الركب في سباق الذكاء الاصطناعي.
يشير التقرير إلى أن: “النسبة الأعلى من البلدان المتوسطة الدخل التي نراها تعمل على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي هذا العام تعكس حقيقة أن البلدان ذات الدخل المرتفع كانت أول مجموعة ذات دخل تشكل استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي،”.
ومع ذلك، لا يزال الافتقار إلى البلدان ذات الدخل المنخفض الممثلة في عالم سياسة الذكاء الاصطناعي مصدر قلق.
أضاف التقرير: “بالنسبة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي سيتم تطويرها والتي تستهدف هذه المشاكل، يجب مراعاة طموحات البلدان منخفضة الدخل، وإدراجها في العمل المستمر لسياسة الذكاء الاصطناعي العالمية،”.
لوحظ أن جميع البلدان الثلاثة عشر متوسطة الدخل المصنفة على أنها من البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى قد بدأت في العمل على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، على الرغم من عدم نشر أي منها لاستراتيجية كاملة حتى الآن. في غضون ذلك، نشرت أربعة بلدان من البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى بالفعل استراتيجياتها الكاملة، مما يشير إلى التقدم المُحرَز في المنطقة.