في خطوة رائدة، أعلنت الحكومة اليابانية أن المواد المحمية بحقوق نشر والتي تُستخدم في تدريب الذكاء الاصطناعي (A.I) لن تكون محمية بموجب قوانين الملكية الفكرية، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
أكَّدت وزيرة التعليم، والثقافة، والرياضة، والعلوم، والتكنولوجيا، كييكو ناجاوكا، هذا القرار. صرَّحت ناجاوكا أن هذا ينتطبق على مجموعات بيانات الذكاء الاصطناعي بغض النظر عن سببها أو مصدرها.
تغيير السياسة كان ردًا على الأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي عبر مختلف الصناعات، بما فيها علم الروبوتات، والتعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية.
تسعى اليابان لتبني بيئة مفتوحة ومتعاونة عبر استثناء بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي من قيود حقوق النشر لتحفيز الإبداع والتطور.
هذه الخطوة أشعلت محادثة عالمية حول العلاقة المتطورة بين الذكاء الاصطناعي، وحقوق الملكية الفكرية، طارحًة أسئلة هامة حول موازنة الابتكار، وحماية حقوق النشر.
تدريب الذكاء الاصطناعي، وقوانين حقوق النشر، وسياسة الاستخدام العادل
قرار اليابان باستثناء بيانات تدريب الذكاء الاصطناعي من قوانين حقوق الطبع والنشر أثار مناقشات عالمية حول التوازن الدقيق بين حماية الملكية الفكرية وتطور الذكاء الاصطناعي.
استراتيجية حقوق النشر اليابانية مشابهة لسياسة الاستخدام العادل للولايات المتحدة. تعزز سياسة الاستخدام العادل حرية التعبير من خلال السماح بالاستخدام غير المرخص للأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر في ظروف معينة. تمتلك معظم الدول الأوروبية أيضًا سياسة مفتوحة تجاه استخدام المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب الذكاء الاصطناعي.
على مدار الأشهر الماضية، شملت العديد من القضايا البارزة تدريب الذكاء الاصطناعي وقانون حق المؤلف. عقدت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأمريكي مؤخرًا جلسة استماع لفحص تقاطع الذكاء الاصطناعي التوليدي مع قانون حقوق النشر.
في حديثه في جلسة استماع اللجنة، جادل سي دامل، المستشار العام السابق لمكتب حقوق الطبع والنشر بالولايات المتحدة، في دعم سياسة الاستخدام العادل، واصفًا استخدام الأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر لمعرفة حقائق جديدة على أنها “استخدام عادل جوهري”.
كيف يؤثر ذلك على صناعة الذكاء الاصطناعي؟
اتفق العديد من الخبراء مع فكرة اليابان القائلة بإزالة حواجز حقوق الطبع والنشر في الذكاء الاصطناعي. سيعمل التدريب على تسريع تطوير الحلول المبتكرة، مما يؤدي في النهاية إلى دفع النمو الاقتصادي في القطاعات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
بالإضافة إلى ذلك ، قد تؤدي هذه الخطوة إلى إعادة تقييم قوانين حقوق الطبع والنشر في الدول الأخرى حيث تتصارع الحكومات مع التحديات التي تطرحها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
في حين أن تأثير اليابان على المدى الطويل لا يزال غير مؤكد، فإن خطوة اليابان الجريئة تشير إلى علامة بارزة في المحادثة العالمية المحيطة بالذكاء الاصطناعي وحقوق الطبع والنشر والأطر القانونية اللازمة لدعم هذه التقنيات الناشئة التي تعيد تشكيل عالمنا.
اليابان تحذر OpenAI من جمع البيانات الحساسة
ذكرت وكالة رويترز أن المنظمين اليابانيين حذروا شركة أوبن إيه آي من جمع معلومات حساسة دون موافقة الناس.
طلبت لجنة حماية المعلومات الشخصية اليابانية من الشركة المطورة لشات جي بي تي تقليل جمعها للبيانات الحساسة للتعلم الآلي، مضيفة أنها قد تتخذ إجراءات ضد الشركة إذا استمرت مخاوفها.
يأتي التحذير وسط تقارير تفيد بأن أكثر من نصف سكان اليابان يريدون سيطرة أكثر صرامة على قطاع الذكاء الاصطناعي. وفقًا للتقرير، هناك قلق واسع النطاق بين الناس حول الاستخدام العام لهذه الأدوات.
وفي الوقت نفسه، اليابان ليست الدولة الوحيدة المعنية بأساليب جمع البيانات في أوبن إيه آي. في وقت سابق من العام، حظرت إيطاليا مؤقتًا “شات جي بي تي” بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.