وفقًا لسوبانتا موخيرجي في مقال نشرته رويترز، فإن قانون الذكاء الاصطناعي المقترح، والذي ظل قيد التطوير منذ ما يقرب من عامين، يسعى إلى حماية الأفراد من المخاطر المحتملة للتكنولوجيا المتطورة، والتي شهدت زيادة في الاهتمام والاستثمار بعد إطلاق “شات جي بي تي“.
اقرأ أيضًا: فيسبوك، وواتساب، وإنستغرام مضطربين بسبب دمج الذكاء الاصطناعي
يصنف قانون الذكاء الاصطناعي أدوات الذكاء الاصطناعي وفقًا لمستوى المخاطر المتصور: من الحد الأدنى إلى المحدود والعالي وغير المقبول. بينما لن يتم حظر الأدوات عالية الخطورة وفقًا للمقترحات، إلا أن استخدامها يجب أن يكون شديد الشفافية في عملياتها وأن يمتثل للمعايير الأخلاقية والقانونية الصارمة.
من بين المجالات المثيرة للقلق المراقبة البيومترية والمعلومات المضللة واللغة التمييزية. جزء آخر مثير للجدل من الاقتراح هو شرط أن تكشف الشركات التي تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل “شات جي بي تي” أو منشئ الصور Midjourney، ما إذا كانت المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر قد استخدمت لإنشاء أنظمتها أم لا.
تم تفضيل اللوائح الخاصة بالكشف عن المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر مقارنة بالتخلي التام عن استخدام المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية.
يقال إن هذا الاقتراح قد أُضيف إلى قانون الذكاء الاصطناعي في وقت متأخر قبل بضعة أسابيع وفقًا لسوبانتا موخيرجي من رويترز.
قالت سفينيا هان، نائبة في البرلمان الأوروبي: “في مقابل رغبات المحافظين في المزيد من المراقبة والتخيلات اليسارية بالإفراط في التنظيم، توصل البرلمان إلى حل وسط قوي من شأنه أن ينظم الذكاء الاصطناعي بشكل متناسب، ويحمي حقوق المواطنين، فضلاً عن تعزيز الابتكار وتعزيز الاقتصاد،”
ردود فعل مختلطة على مقترحات الاتحاد الأوروبي
وفقًا للاقتراحات، سيتم تغريم المخالفين بما يصل إلى 30 مليون يورو أو 6٪ من أرباحهم العالمية. لذلك، بالنسبة لشركة مثل مايكروسوفت، التي تدعم OpenAI مطور “شات جي بي تي”، يمكن تغريمها بما يزيد عن 10 مليارات دولار إذا انتهكت القوانين.
تلقت اللائحة المقترحة بالفعل ردود فعل متباينة من صناعة التكنولوجيا ومجموعات المجتمع المدني. أشاد البعض به باعتباره نهجًا متوازنًا ومتناسبًا من شأنه أن يعزز الابتكار والثقة في الذكاء الاصطناعي، بينما انتقده البعض الآخر باعتباره مقيدًا للغاية أو متساهلًا للغاية.
وقال محلل macquarie، فريد هافيميير، لرويترز أن: “الاتحاد الأوروبي كان في مقدمة تنظيم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي” ، مضيفًا أن الاقتراح كان “حقيقيًا” بدلاً من نهج “الحظر أولاً، وطرح الأسئلة لاحقًا”.
لا تزال اللائحة خاضعة لمزيد من المفاوضات بين المشرعين في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قبل أن تصبح قانونًا.
يقول الخبراء إن هذه المبادرة قد تكون ما تحتاجه صناعة التكنولوجيا لأن السباق لإحضار أداة الذكاء الاصطناعي إلى السوق قد تكثف بالفعل بعد إصدار برنامج “شات جي بي تي” الخاص بـ OpenAI في نوفمبر من العام الماضي.
ينتشر وكأنه حريق في الغابات
أثار برنامج openAI الرعب والقلق في جميع أنحاء العالم حيث أصبح برنامج الدردشة الآلي أسرع تطبيق للمستهلكين نموًا في التاريخ، حيث وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهريًا في غضون أسابيع.
لذلك، كان العديد من المطورين والشركات الأخرى يتدافعون لإطلاق بدائلهم الخاصة مثل إيرني بوت الخاص ببايدو في الصين، حيث لا يتوفر “شات جي بي تي” ولكن يتم الوصول إليه بالفعل من خلال شبكات VPN.
أثار تدفق أدوات الذكاء الاصطناعي قلق بعض أصحاب المصلحة في صناعة التكنولوجيا، حيث اقترح أمثال إيلون ماسك وقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الجديدة حتى تكون هناك قواعد إرشادية مناسبة.
ومن المفارقات أن الملياردير التكنولوجي أعلن عن خطط للكشف عن بديل “شات جي بي تي”، يُعرَف باسم TruthGPT.
يعد توليد المعلومات والتعليمات والترفيه والبحث مجرد عدد قليل من الاستخدامات المحتملة العديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي. يعد الانتحال والتحيز والتلاعب وانتهاك حقوق الملكية الفكرية عددًا قليلاً من المشكلات الرئيسية التي يثيرها. القاعدة المقترحة من الاتحاد الأوروبي هي محاولة لمعالجة هذه القضايا والتأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل أخلاقي ومسؤول.
