يقترح أعضاء مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة تشكيل لجنة تنظيم الذكاء الاصطناعي وسط مخاوف متزايدة بشأن المخاطر المحتملة لتطورات الذكاء الاصطناعي سريعة الحركة. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من مثول الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، سام التمان، أمام الكونجرس حيث تحدث عن مخاطر وفرص الذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى الاعتراف بوجود حاجة “ملحة” للتنظيم.
ازدهرت صناعة الذكاء الاصطناعي مؤخرًا بعد إصدار برنامج “شات جي بي تي” الخاص بأوبن إيه آي في نوفمبر، والذي انتشر في جميع أنحاء العالم مما أدى إلى انفجار أدوات الذكاء الاصطناعي في السوق.
اقرأ أيضًا: ‘PUNK’ ميتافيرس ETF يغلق بعد المراهنة ضد ميتا
الآن، اقترح السناتور الأمريكي مايكل بينيت (D-CO) وبيتر ولش (D-VT) تشريعًا لإنشاء وكالة فيدرالية للإشراف على منصات وسائل التواصل الاجتماعي وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي وكذلك استخدامها.
جادل أعضاء مجلس الشيوخ بأن هناك حاجة إلى لجنة المنصة الرقمية الفيدرالية للإشراف على الأسواق الرقمية، تمامًا مثل الوكالات المتخصصة التي تنظم الصناعات الأخرى بما في ذلك الأغذية والأدوية والاتصالات والطيران.
قال بينيت في تصريح: “لا يوجد سبب في أن أكبر الشركات التقنية على الأرض تواجه تنظيمًا أقل من الشركات الصغيرة في كولورادو – خاصةً كما نرى أن التكنولوجيا تقضي على ديموقراطيتنا وتؤذي السلامة النفسية لأطفالنا دون رقابة”.
الذكاء الاصطناعي سريع جدًا على الكونجرس
يعتقد أعضاء مجلس الشيوخ أن التنظيم سيكون وسيلة لمواكبة واحتواء التطورات الحاصلة في الذكاء الاصطناعي.
وأضافوا أن هناك حاجة إلى وكالة جديدة لأن المنظمات الفيدرالية الأخرى، مثل وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية (FTC) لا تملك الخبرة والموارد لتنظيم خدمات التكنولوجيا.
كما قال السناتور ريتشارد بلومنتال يوم الثلاثاء للصحفيين بعد جلسة الاستماع التي أدلى بها ألتمان أن لجنة التجارة الفيدرالية غير قادرة على تنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي بالكامل، مضيفًا أنه “لا يمكن للكونغرس أن يكون حارس البوابة”. ومع ذلك، كان الشعور العام بشأن التنظيم.
تتحرك التكنولوجيا بشكل أسرع مما يأمل الكونجرس في مواكبة ذلك. قال السيناتور بينيت: “نحن بحاجة إلى وكالة فيدرالية متخصصة يمكنها الدفاع عن الشعب الأمريكي والتأكد من أن أدوات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية تعمل في المصلحة العامة”.
لا يمكن لكل من وكالتي إنفاذ القانون معالجة التحديات إلا على أساس كل حالة على حدى، لذلك بدلاً من أن تكون رد الفعل، ستتمتع لجنة المنصة الرقمية الفيدرالية المقترحة بصلاحيات تسمح لها بتطوير سياسات جديدة وفرضها بشكل استباقي.
شركات تكنولوجيا خبيثة
قال السيناتور ويلش: “إن شركات التكنولوجيا الكبرى لها تأثير هائل على كل جانب من جوانب مجتمعنا، من طريقة عملنا ووسائل الإعلام التي نستهلكها إلى صحتنا العقلية ورفاهيتنا”.
“لوقت طويل جدًا، نجحت هذه الشركات في الهروب إلى حد كبير من التدقيق التنظيمي، ولكن هذا لا يمكن أن يستمر. لقد حان الوقت لتأسيس وكالة مستقلة لتوفير الرقابة الشاملة على شركات وسائل التواصل الاجتماعي”.
في مكان آخر، أصر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أيضًا على “حواجز الحماية” للذكاء الاصطناعي للسماح للمجتمعات بالاستمتاع بفوائدها مع تقليل المخاطر.
دافع رئيس الوزراء عن فوائد التكنولوجيا للأمن القومي والاقتصاد، ولكن أثيرت مخاوف متزايدة مع بروز “شات جي بي تي“، الذي تم إصداره في نوفمبر حيث حقق نجاح فوري.
الآن هناك مخاوف من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالبشرية أكثر من الفوائد المتوقعة مثل فقدان الوظائف.
قال رئيس الوزراء إن اللوائح التنظيمية في المملكة المتحدة يجب أن تتطور جنبًا إلى جنب مع التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، مع التهديدات بما في ذلك فقدان الوظائف والمعلومات المضللة.
جاءت مشاعره أيضًا حيث أشارت BT Group إلى أنها ستخفض أكثر من 40٪ من قوتها العاملة العالمية أو ما يصل إلى 55000 وظيفة بحلول عام 2030 وسط خطط للتحول إلى الذكاء الاصطناعي والخدمات الآلية.
برنامج عالمي
متحدثًا إلى الصحفيين المسافرين معه في اليابان، قال رئيس الوزراء سوناك إنه يتوقع استمرار مناقشاته مع قادة العالم بشأن الذكاء الاصطناعي في قمة G7 في هيروشيما.
وقال: “إذا تم استخدامه بأمان، وإذا تم استخدامه بشكل آمن، فمن الواضح أن هناك فوائد من الذكاء الاصطناعي ينمو اقتصادنا، لتغيير مجتمعنا، وتحسين الخدمة العامة”.
وأضاف: “لكن كما أقول، يجب أن يتم ذلك بشكل آمن ومضمون، مع وجود معايير احترازية في مكانها الصحيح، وقد كان ذلك بمثابة نهجنا التنظيمي”.
كما قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء إن الذكاء الاصطناعي هو “مشكلة لا يمكن لأي دولة أن تحلها بمفردها”.
“نقطة البداية بالنسبة لنا هي السلامة وطمأنة الجمهور بأنه يمكنهم أن يثقوا في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي نيابة عنهم”.
ظل النقاش حول فرص الذكاء الاصطناعي ومخاطره على المجتمعات مستمراً لبعض الوقت حيث يبحث قادة العالم عن طرق لإدارة القطاع وتخفيف مخاطر السلامة. كانت هناك مخاوف متزايدة من أن يصبح الذكاء الاصطناعي ضارًا للإنسانية.
في وقت سابق من هذا الشهر، استقال جيفري هينتون، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، من وظيفته في جوجل محذرًا من بعض المخاطر مع روبوتات الدردشة الذكية، كونه “مخيفًا للغاية”.
